دور الإعلام في تعزيز القيم الدينية السمحاء

دراسة فكرية

الملخص

ملخـــص البحــــث

الإعلام يعني الإفادة والإبلاغ , وهو نقل المعلومة لشخص ما وتأكيد روايته بها. وعليه فالمعلومة هي محتواه الرئيس.. وله وسائل متعددة منها المرئية والمسموعة والمقروءة، وأصبح لها الدور الأكبر المسيطر في عملية التنشئة الاجتماعية، وكثيراً مما نسمعه أو نقرأه أو نشاهده في وسائل الإعلام لا يخلو من هدف، ويعبر عن ذلك علمياً بأنه "مشحون بالقيم" (Value Loaded) .. القيم التي هي: جملة المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ ، وكل هذا بنسبية ظاهرة لا سبيل إلى نكرانها. والعديد من الفلسفات والمذاهب الفكرية القديمة والحديثة تلح على أهمية القيم في حياة الإنسان، أي على قدر ضروري هو الحد الأدنى الذي يقع وسطاً بين المثالية والغلو أو التطرف، وتلح على حد أدنى منها، إذ لا قيمة لحياة بغير قيم، ولا تستقيم حياة الإنسان بدونها.  والقِيَم الإسلاميةُ هي مجموعة الأخلاق التي تصنع نسيجَ الشخصية الإسلامية، وتجعَلُها متكاملة قادرةً على التفاعل الحيِّ مع المجتمع، وعلى التوافُقِ مع أعضائه، وعلى العملِ من أجلِ النَّفْس والأُسرة والعقيدة . والإعلام بدوره في البحث عن الحقيقة, وتأثير ذلك على الرأي العام وبيان مشاعر الجماهير, وهو يشارك في كتابة التاريخ , فبالتالي له علاقة وثيقة مع القيم والسلوكيات.. والقيم الدينية (غير المنحرفة) ثابتة في كل الشعوب والمجتمعات لأنها تواكب الفطرة الإنسانية السليمة. والإسلام أحد هذه الديانات السائدة في وطننا العربي ودول الجوار، وقد اهتم بالإعلام, لأن من أبرز صفات المجتمع العربي القديم مشاركة الكلمة مع السيف في الدفاع عن كيانه وحمايته من الأعداء, وامتد هذا الاهتمام في الدولة الإسلامية بقيادة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بتثقيف السفراء وإرسالهم  إلى دول الجوار وتشجيع الشعراء في إظهار الصور القيمية للأخلاق الإسلامية السامية، والتي هي خاضعة لمبدا الثابت والمتغير في الشريعة الإسلامية، والقيم بدورها لها علاقة وثيقه بالإعلام.