قضيـة الخـلاص في الفكر الديني الهنـدي وأثرهـا في التصوف الإسـلامي

الملخص

ان كثيرا من القضايا التي راودت الفكر البشري في مجاله الديني، نجدها نابعة من ظروف موضوعية أو اجتماعية، عاشتها الأمم في تاريخها الطويل. وقضية الخلاص كفكرة بحد ذاتها ، ليست بمنأى عن تلك الظروف التي أفرزتها بجانب قضايا أخرى. وإذا نظرنا من زاوية منبع العقائد - كونها سماوية أو وضعية - فاننا سنجد أن فكرة الخلاص من المشتركات العقائدية والفكرية بين أغلب الأمم والأديان، وان اختلفت في تفاصيلها. وحقيقة الأمر أن مرد ذلك هو الى توق النفس البشرية وتطلعها الى السعادة في حياتها والاطمئنان على ما ستؤول إليه بعد مفارتها هذا العالم. وأريد أن أبحث ( قضية الخلاص ) بإطار جديد هادف ومركز، وذلك بدراستها كظاهرة سلوكية، وليس كما تبحث في فكرة المخلص الموعود. وسأتناول الخلاص في الفكر الديني الهندي باعتباره مشروعا فرديا أو جماعيا أو لنقل سلوكا له سمته وفلسفته يراد من خلاله بلوغ غاية روحية تتمثل بالوصول الى السعادة المطلقة. وسأركز أيضا على التأثير الهندي في تشكل التصوف الإسلامي وما يقدمه هذا الإسهام في مجال تهذيب النفس والسمو بالروح من خلال ظاهرة التصوف. ولا بد أن أنوه الى أن البحث المقارن يستهويني انسجاما مع تخصصي في مقارنة الأديان، ونحن بحاجة ماسة الى بحوث مقارنة في العقائد والأفكار المشتركة بين الأديان  و الأمم .