النظرية الاصولية والاخبارية بين افراط وتفريط المحدثين عند الامامية
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2020.62.%25pالملخص
ان الصراع بين النظرية الاصولية والاخبارية في المنهجية التي انتهجتها كل مدرسة من المدرستين عند الشيعة الامامية الاثني عشرية في استنباط الاحكام الشرعية من مصادر التشريع وبالاخص في المصدر الثاني الا وهو الحديث والرواية الشريفين بعد القران الكريم الذي يعتبر هو المصدر الاول قد مر بمراحل متعددة ومعقدة بحيث ادى هذا الصراع الى الافراط والتشديد والمغالاة والتفريط والاهمال والتساهل من قبل كل من المدرستين في التعامل مع الحديث والرواية الشريفين و في صناعة القواعد والقوانين والنظريات الاصولية والفقهية لعميلة الاستنباط الفقهي للاحكام الشرعية حيث كانت كل مدرسة تؤمن وتنطلق من رؤية وفكرة امنت بها حسب قناعاتها التي توصلت لها من فهمها الى الدليل الشرعي لذا فان الحديث مر بمراحل وادوار ثلاثة وهي مرحلة عصر النبي صلى الله عليه واله وسلم والتي اطلق عليها مرحلة ( حملة القرآن ) او ( القرآنيين ) او ( اصحاب القرآن ) ومن ثم مرحلة مابعد عصر النبي صلى الله عليه واله وسلم والتي سميت مرحلة ( حملة الحديث ) او ( اصحاب الحديث ) ومن ثم مرحلة تأسيس ( علم الحديث ) وعلم ( الرواية ) الشريفين وبعد هذا الصراع الذي استمر الى قرون بين المدرستين الامر الذي ادى الى ان يتخذ الاخباريين مقوقفا متشددا وافراطيا ومغالاة فيه تجاه علم اصول الفقه وهو ماولد ردة فعل لدى الاصوليين الذين بدورهم اتخذوا موقفا تفريطيا واهماليا ولامبالاة تجاه الحديث والرواية الشريفين ولكن بعد هذا الصراع والجدل والنقاش صار معلوماً لجميع علماء المدرستين من الفريقين بأن اصل النزاع عاد لفظياً وان الاساس الذي يعتمد ويستند عليه لدى الفريقين هي النصوص الحديثية والروائية الشريفة وصارت تلك العقلية بعيدة عن الواقع وضعيفة ونظريتها وفكرتها التي كانت تؤمن بها ليست لها اية قيمة علمية . وبعد كل هذه المدة الزمنية التي استغرقها الصراع والنقاش بين الفريقين رجعت الامور الى سابق عهدها وعادت عملية الاعتماد والاستناد الى الحديث والرواية الشريفين مع الاستفادة من القواعد تسير بخطوات متقدمة وممتازة ووفق مناهج محكمة . فصار لكل مدرسة منهجية اسستها ووضعتها وفق افكار ورؤى وقواعد مستلهمة من الادلة الشرعية .
ولكن المسألة الخطيرة التي يمكن الوصول لها من خلال هذا البحث هو ان نتيجة الصراع والجدال والتعصب من قبل كل مدرسة لنظرياتها وافكارها ورؤاها ومتبنياتها قد ادى في الماضي وهذا ماتوصلنا له خلال هذا البحث وسيؤدي في المستقبل الى الابتعاد عن اهم مصدر للتشريع والتفكير الديني والاسلامي عقيدة وشريعة الا وهو الحديث والرواية الشريفين .
لذا كان لزاما على جميع اهل الدين والعلم والمعرفة واصحاب الرأي والكلمة والمؤوسسات العلمية من الحوزات الدينية والجامعات والمعاهد والمدارس والمراكز البحثية الوقوف بوجه هذه الافكار والنظريات والرؤى والمد وتحديات هذه الفئة ومنهجها البعيد كل البعد عن المنهج الاسلامي والديني الصحيح والنقي.