الكلمة الطيبة والخبيثة في سورة ابراهيم عليه السلام

الملخص

بسم الا الرحمن الرحيم

حي الحمد لله الذي أحيا بالو. والكلمة الطيبة قلوباً قاسية بعد ان أزال عنها ما كاد يميتها من جاهلية، وظلم، وحقد وعداء وقطيعة واستثار .. فاستبدل الله لهم الذي هو أدى بالذي هو خير من حيث العلم والإنصاف، والتالف والمحبة والإيثار، فكان مثلُ المؤمن والكلمة الطيبة كشجرة طيبة الأصل والفرع ثم أصلي وأسلم على من سقاها من نبع الإسلام الصافي، الذي لا ينضب سيدنا محمد فسالت بذلك أودية بقدرها، فنبت الزرع، ثم استغلظ فاستوى فأينعت ثماره الطيبة في السلوك والعمل، فكان بها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم الكثير، كما قال تعالى: ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الرُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) ()، تمن يزرعون الحقد والعداء، والفرقة والتناحر في طريق المسلمين، بدلاً من المحبة والتآخي والتالف، ولاسيما بعد أن أشرقت الأرض بنور الإسلام واستظلت بظله. فمن هنا أقول: أن لابد من زرع الكلمة الطيبة ثم رعايتها وتعاهدها لنجني بإذن الله ثمارها، وأن لا نيأس مما جرى ويجري مــن تـأمر الاحتلال، ومحاولة خلطه للكلمة الطيبة بالخبيثة، فأنه زبد ولابد للزيد من جفاء كما قال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي

المقدمة

الْأَرْضِ) ().

ولنكن كما أمرنا رسول الله الله فعن انس بن مالك قال: قال رسول الله : ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) (۳)، فلعل هذه الفسيلة تكون كشجرة (أصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ

الفتح من الآية