 منهج ابي عبيدة التفسيري في مجاز القرآن

الملخص

                     بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمدٍ وعلى آله وصبه وسلم ، وبعد:

 فإن شرف كل علم بشرف متعلقه ، ولما كان علم التفسير متعلق بكتاب الله عز وجل ؛ فإنه يعد من أشرف العلوم وأجلها ، وقد ابتدء هذا العلم منذ زمن بعيد حيث العصور الاولى للاسلام فلقد اتسعت رقعة الدولة الاسلامية ، ودخل الناس في دين الله افواجا ، واختلطت العجمة بالألسن ، وأصبح الناس لا يعرفون كثيرا من معاني القرآن فكانت الحاجة الى التأليف في هذا العلم الجليل شديدة ، ولعل من أوائل من ألف في معاني القرآن (ابو عبيدة ) في كتابه (مجاز القرآن)، فقد تأثر ابو عبيدة بتخصصه في علوم العربية مما جعلها السمة البارزة على كتابه .

      وقد وجدت  ان كثيرا من الباحثين تناولوا هذا الكتاب بالدراسة من مجالات لغوية ، ونحوية ، وصرفية إلا اني لم أجد  من تحدث عن الجوانب التفسيرية  فيه ، ومن هنا جاءت الفكرة بكتابة هذا البحث  الذي يتناول (منهج ابي عبيدة التفسيري في مجاز القرآن).

     وقد تناولت هذا الكتاب بالقراءة ؛ لأحدد ملامح المنهج الذي سلكه ابو عبيدة فيهِ والذي سأذكره في ثنايا خطة البحث بعد قليل ،وأخذت على عاتقي أن أدلل على ما قررتهُ له بضرب بعض الأمثلة من كتابهِ لبيان ذلك ثم أقارنه مع غيره من اهل الاختصاص ؛لأنظر مدى موافقته او مخالفته لهم علما ان الفرق بينه وبين من لحق به أنهُ ألف كتابه قبل ان تتضح معالم مناهج المفسرين ، وقبل ان توضع لها قواعد محدده.

وقد قسمت البحث على مقدمة، وثلاثة مباحث:خصصت المبحث الأول : للحديث عن حياة ابي عبيدة ،وعلمه، والمبحث الثاني :  عن منهج ابي عبيدة في التفسير بالمأثور ، وفيه اربعة مطالب : المطلب الاول :في تفسير القرآن بالقرآن ، والمطلب الثاني في تفسير القرآن بالسنة، والمطلب الثالث: في تفسير القرآن باقوال الصحابة ، والتابعين،والمطلب الرابع عن: تفسير القرآن بأسباب النزول، والمبحث الثالث: في تفسير ابي عبيدة القرآن بالرأي ،وفيه خمسة مطالب:المطلب الاول :تفسير القرآن باللغة ، والمطلب الثاني : تفسير القرآن بالاعتماد على النحو، و المطلب الثالث:تفسير القرآن بالأعتماد على الشعر العربي ، والمطلب الرابع:تفسير القرآن بضرب الأمثال ، ثم ختمت البحث بأهم النتائج التي توصلت اليها .

        وقد رجعت في ذلك الى أمهات الكتب في التفسير واللغة والحديث والتراجم وغيرها ، فإن أصبت فمن الله الفضل وله المنة، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، سائلة المولى جل في علاه أن يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.