نقد الشعر في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (681 هـ)

الملخص

         يذهب الباحثون إلى تصنيف كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان ضمن كتب السير والتراجم والتاريخ ويعدّونه معجما مهما في التراجم وهذا أمر لا خلاف فيه إلاّ أنّ أحدا منهم لم يكشف بوضوح عن الظاهرة الأدبية التي تتعالق فيه بشكل واضح وحجم هذه الظاهرة , فهو قد جاء في جانب كبير منه ضاجّا بها ليكون تاريخا للأدب وكذلك موسوعة نقدية للشعر وقد سعى هذا البحث إلى تقصّي هذه الموسوعة النقدية التي احتلت مساحة واسعة من الإطار التاريخي للكتاب إذ قلّما وجدنا شخصية فيه لم تدر - أثناء استقراء التراجم- في فلك الشعر فضلا عن الاحتفال الكبير بالخطاب الشعري أثناء الترجمة وقد بلغ عدد التراجم التي وظّفت الشعر إلى أربع وثمانين وأربعمائة ترجمة من مجموع تراجم الكتاب البالغة خمس وثمانين وثمانمائة .ولعلّ من أبرز صور الظاهرة الشعرية في الكتاب هو كثرة التعليقات النقدية الاحتفائية بالنصوص الشعرية والتي مثّلت وجهات النظر النقدية لابن خلكان على النصوص الشعرية التي يوردها , وكان لِما يُدعى في النقد الحديث بـظاهرة ( التناص ) نصيب من الحضور في الخطاب النقدي الذي تجسّد بتأكيد ابن خلكان على إرجاع الكثير من النصوص الشعرية إلى الأصول التي أخذت منها وغير ذلك من محاور الخطاب النقدي الشعري الذي تمّ فرزه في هذا البحث من خلال المحاور الأربعة الآتية :

• كثرة الاستشهاد بالشعر.
• التعليق النقدي على الشعر.
• تخريج النص المتناص.
• الدقة الشاملة عند ترجمة الشعراء.