مصنفو الفقه الحنبلي (العصر العباسي)

الملخص

يمثل هذا السفر الكبير في البحث والموسوم ( مصنفو الفقه الحنبلي العصر العباسي ) وهو يضم بين دَّفتيه ، جمهرة غفيرة من علماء الأمة الإسلامية  ، بفقهائها الكبار ومجتهديها ، من أتباع مذهب ( أحمد بن حنبل ) في الأصول والفروع ، والخاصة بعلوم القرآن وفقههِ ورواة أحاديث النبي الأكرم  ، خير البرية ( محمد ) عليه الصلاة والسلام ، كما يضم جمهرة كبيرة من المقرئين والزهاد ، الذين عرفوا بغزارة التأليف خصوصاً فيما يتعلق بجمع وأعداد التصانيف ، وهم أكبر من أن يكمن حصرهم بعدد! الا انه يمكننا أن نحصرهم للفترة الزمنية ؟ ، ما يقرب من قرنين ونصف ، التي تبدأ من بداية القرن الرابع الهجري الذي هو يُعدُّ في نظر الباحثين ، هو أخصب فترة مرت بها العلوم كافة بما فيها العلوم الإسلامية والفقهية ، وما يليها ولغاية العام (656هـ)  ، وهو التاريخ الذي دخل به لتنار بغداد ( كنوز العلوم والمعرفة ) في الوقت الذي كانت أوربا تمر فيه بمرحلة ظلام دامس بما يطلق عليه بالقرون الوسطى ، ولهذا فلا غروَ . ان أصبحت الدولة الإسلامية وعاصمتها بغداد ، ملاذ العلماء والفقه والدارسين من شتى أصقاع الأرض ، الأمر الذي جعلها هدفاً ، يكاد ان يكون ( مستمراً ) لكل جحافل الشرّ  من الشرق والغرب ..

ولئن سقطت بغداد على يد التتار في (656هـ) ، حيث حاول المحتلون جزّ رقاب علمائها ، والقوا بتاريخها الحضاري صوب دجلة ، الأمر الذي جعل ماؤه يختلط باحبار الكتب ومدوناتها العلمية والفقهية .