ال موقف الإمام ابن جرير الطبري من وقوع الإجماع وانعقاده بقول الأكثر في ضوء تفسيره-جامع البيان في تأويل آي القرآن- " نماذج تطبيقية"

الملخص

يتناول البحث بيان أهمية الاجماع في الشريعة الإسلامية من حيث كونه المصدر الثالث من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، والسنة النبوية،  ومدى اهتمام علماء التفسير به، والذين اهتموا كثيراً بذكر ما أُجمع عليه في كلِّ موطِنٍ استوجب ذكر مسائله فيه، أو ذكر أثر فيه إجماع، وفي مختلف العلوم، لاستخراج واستنباط الاحكام الشرعية عند فقدان هذه الاحكام في النصوص، لأنه مُستنِد عليهما، مُستمَّدٌ منهما، ومن هؤلاء العلماء الاجلاء الكرام " محمد بن جرير الطبري" ويناقش البحث تطبيقات تفسيرية لبعض معاني مفردات القرآن الكريم، فضلاً عن رأي الطبري – رحمه الله- في بعض الاحكام الفقهية التي تفرد بها بناءً على خلافه مع جمهور الأصوليين في مسألة أصولية من مسائل الاجماع، وهي: هل ينعقد الاجماع بقول أكثر المجتهدين من أهل العلم في أمر يحتاج الى إجماعهم؟ أو لا ينعقد إلا باتفاق جميعهم دون مخالفة أي واحدٍ منهم؟ فذهب الى القول: بانعقاد الاجماع مع مخالفة الواحد، والاثنين أمام اتفاق أكثر المُجمعين، لكون الأكثر هم أهل العلم والتأويل، فهو يأخذ بإجماع الاكثر، ولا يَعُدّ مخالفة مَنْ لم يبلغوا حد التواتر ناقضة للإجماع، أو قادحة فيه، وقال جمهور العلماء في هذه المسألة: إنَّ شرط انعقاد الاجماع ووقوعه هو اتفاق جميع المجتهدين، دون مخافة أحدٍ منهم، وإلا فلا اجماع.