رسالة في مسألة الجبر والقدر
دراسة تحقيقية
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2018.55.%25pالملخص
ملخص البحث
من خلال استع ا رض قضية الإيمان بالقدر والبحث فييا، نجد أنيا قضية أصولية
ميمة ، فيي ركن من أركان الإيمان لا يصح الإيمان إلى بيا، وعميو فإن من واجبنا
الإيمان بالقدر والتمسك بو لأنو أساس ىذه الحياة. واىم ما نخمص اليو من ىذا
البحث ىو الاجابة عن مسألة أُثيرت قديماً، وتثار حديثاً، مفادىا: أنو لا ينبغي الحديث
في مسائل القدر مطمقاً، بحجة أن ذلك يبعث عمى الشك والحيرة، وأن ىذا الباب زلّت
بو أقدام، وضمَّت بو أفيام. فالجواب عن ذلك: أن النيي الوارد مُنْصَبٌّ عمى الأمور
الآتية:
1 الخوض في القدر بالباطل وبلا عمم ولا دليل . 2 الاعتماد في معرفة القدر عمى
العقل البشري القاصر. 3 ترك التسميم والإذعان لله _ تعالى _ في قدره. 4 البحث
عن الجانب الخفي في القدر. 5 _ الأسئمة الاعت ا رضية التي لا يجوز إي ا ردىا: كمن
يقول مُتَعَنِّتاً: لماذا ىدى الله فلاناً، وأضل فلاناً؟ ولماذا كمَّف الله الإنسان من بين
سائر المخموقات؟ ولماذا أغنى الله فلاناً، وأفقر فلاناً؟ وىكذا. . . ، أما من سأل
مستفيماً فلا بأس بو؛ فشفاء العي السؤال، أما من سأل متعنتاً _ غير متفقو ولا
متعمم _ فيو الذي لا يحل قميلُ سؤالو ولا كثيرُهُ . 6 التنازع في القدر: الذي يؤدي
إلى اختلاف الناس فيو، وافت ا رقيم في شأنو، فيذا مما نيينا عنو.
ومن ىنا يتبين أن النيي عن الحديث في القدر عمى إطلاقو غيرُ صحيح، وانما النيي
كان عن الأمور الآنفة الذكر ، أما البحث فيما يستطيع العقل البشري أن يجول فيو،
ويفيمو من منطمق النصوص _ كالبحث في م ا رتب القدر، وأقسام التقدير، وخمق
أفعال العباد، إلى غير ذلك من مباحث القدر _ فيذا ميسَّر واضح لا يمنع من البحث
فيو، عمى أنو لا يستطيع كل أحد أن يفيميا عمى وجو التفصيل، إلا أن ىناك من
يعمميا ويكشف ما فييا ، وىذا يعني أن الكلام في القدر، أو البحث فيو بالمنيج
العممي الصحيح غير محرم أو منيي عنو، وانما الذي نيى عنو الرسول صمى الله
عميو وسمم " ىو التنازع في القدر"