 القراءة النقدية البنائية عند الشاعر العربي

الملخص

    لقد حفل تأريخنا النقدي بوجود شعراء مبرزين حاولوا القراءة أما لنصوصهم كالمتنبي وابن عبد ربه وابن عربي. وإما لنصوص غيرهم كالفرزدق وجرير وعمر بن أبي ربيعة، والمميز في قراءاتهم أنها كانت نصوصاً مقابلة للنص المقروء، فكانت قراءة جرير نقضاً وعمر بن ابي ربيعة معارضةً وابن عبد ربه تمحيصاً وابن عربي تأويلاً والمتنبي تفسيراً، ووجدت أن هؤلاء في قراءاتهم يشكلون خصوصية ينبغي الكشف عنها عن طريق هذا البحث (القراءة النقدية البنائية عند الشاعر العربي – دراسة نقدية-) فقراءاتهم نقدية لأن النقد عرض وتفسير وتحليل وتقويم يُبنى على الإعجاب أو عدمه، وهذا ما لمسته عند شعرائنا، فكان البحث على تمهيد أظهرت فيه أهمية قراءة النص، وكون القراءة إبداعا بنائياً، ثم قسمت البحث على محورين:الأول: قراءة الشاعر لنصه، وقد تنوعت القراءة على (قراءة قلقة (الحوليات) ,وقراءة ناقضة (الممحصات),وقراءة مفسرة (الفسر),وقراءة مؤولة (ترجمان الأشواق),والثاني: قراءة الشاعر لنص شاعر آخر، وتنوعت القراءة على(قراءة إعجاب (المعارضات) ,وقراءة هدم (النقائض).

ثم ذيلت البحث بخاتمة جاء فيها إن عملية القراءة معادلة للنص المقروء لإنها تستنطق معانٍ جديدة، وذلك عبر التفسير والتحليل والنقد والبناء,وقد مثلت الحوليات قراءة قلقة مارس فيها الشاعر دورين دور المنشيء ودور القارىء لنصه، وكان في الحالتين ناقداً غايته الإصلاح، والتغيير من أجل الوصول الى الجودة الفنية أما الممحصات فكانت نتاجاً عاماً في معناه خاصا في مصطلحه إذ اعلن أغلب الشعراء التوبة عن ما قالوه سلفاً من شعر غزلي ماجن بقصائد تحمل ندماً وتوبةً، وابن عبد ربه واحد منهم، إلا أنهم نعتوا شعرهم الأخير بالزهد، أما ابن عبد ربه، فنعته بـ(التحميص).

وقد يحاول الشاعر أن يفسر شعره إذا كان غامضاً يصعب فهمه