الإيمان ومتعلقاته عند الإمام القرطبي
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2013.33.%25pالملخص
يتألف البحث الحالي من أربعة فصول ,خُصص الفصل الأول منه لعرض مشكلة البحث وأهميته وهدفه وحدوده فضلاً عن تعريف لمصطلحاته، إذ اقتصر البحث على معرفة تأثير الزخرفة النباتية في الخط الكوفي ,أما الفصل الثاني فقد تضمن الاطار النظري للبحث والذي تألف من مبحثين احدهما الزخرفة النباتية ,والثاني يتعلق بالخط الكوفي ومراحل نشأته وتطوره وتجويده ,أما الفصل الثالث فقد ضم منهجية البحث وآليات تحليل اللوحات الخطية ,أما الفصل الرابع فقد تم خلاله استعراض اهم النتائج التي خرجت بها الباحثة وهي كالآتي
اولا:- فيما يخص الزخرفة النباتية التي أُضيفت الى الخط الكوفي نلاحظ ان الاساس في الزخرفة النباتية هى العناصر التالية
- اوراق الاشجار وفصوصها وسيقانها وتفرعاتها .
- الازهار واجزائها المختلفة .
- الاغصان, وتفرعاتها والتوائاتها ,وقد اتخذها الفنان المسلم أساسا في رسم العديد من الاشكال واللوحات الزخرفية بعد ان حورها واضاف عليها اشكالا استنبطها من خلال نظرته للشكل الاصلي من جميع الجهات؛فكوّن اشكالا لاحدود لها ,آية في الابداع والاتقان وإن كانت بعيدة عن تمثيل الطبيعة بشكل مباشر في معظم الاحيان , بحيث شملت ما يلى :-
- تكرار الشكل النباتى الواحد في نفس اللوحة بطريقة التماثل او التناظر لتخلق نوعا من التوازن والتناغم فى اللوحة .
- تداخل الاشكال النباتية مع بعضها وتكرارها على شكل شريط زخرفي او تكرارها بالتماثل او التناظر او التقابل.
- حجم الشكل النباتى المستخدم كعنصر زخرفي يكاد يقترب من حجمه الاصلى في الطبيعة وعلى حسب حجم اللوحة المنفذة .
- ان الزخرفة بصورة عامة تتميز بأنها تميل الى التجريد , ولا تلتزم بأشكال الطبيعة التى اقتبست منها.
- تمتاز العناصر الزخرفية النباتية في اللوحة الخطية في الغالب بالاستمرارية (اى ليس لها بداية او نهاية)(التصميم المفتوح) .
- من خلال تتبع الزخارف الاسلامية النباتية بأشكالها المختلفة وبصورة عامة, نجد انها تختلف في دقة تمثيلها للطبيعة , حسب العصور والاقاليم .
- ان الزخرفة النباتية دخلت على الحرف الكوفي نفسه ,فزينته, ولاسيّما رؤوس الحروف العمودية مثل الالف واللام والطاء والظاء فأخذت اشكال عدة , منها الورقة والزهرة والمراوح النخيلية ,كما وربطت الحروف العمودية بظفائر زخرفية مختلفة ,لتحقق شكلا جماليا في اللوحة الخطية ,كما ودخلت الزخرفة النباتية على بدايات ونهايات الحروف الاخرى ولكن بصورة ابسط .
- ان الزخارف النباتية تقوم بدورها في زخرفة المساحات التى تكون بطبيعتها خالية من الحروف الابجدية , اي لموازنة الكتابة الموجودة في قاعدة اللوحة الخطية
- تطور طريقة ملئ الفراغات في اللوحة الخطية الكوفية ,جعلت من الحرف الكوفي حرفا زخرفيا معقدا ,يصعب تمييزه في بعض الاحيان.
10ـــواخيرا فأن تجويد الخط الكوفي وزخرفته, دليل واضح على تأثير الزخرفة النباتية في الخط الكوفي ورواج استعماله وبقاؤه محتفظا بقيمته الجمالية واصالته لفترة طويلة من الزمن وفي مجالات فنية وتطبيقية شتى.
على ان هذا البعد عن الطبيعة لم يكن نتيجة لضعف في الملاحظة او نقص في المقدرة , بل هو في اغلب الظن مقصود لذاته ولعله ناشئ من عقيدة المسلم المؤمن بها.
ثانيا: فيما يخص الخط الكوفي .
1- ان تجويد الخط العربي مبني على تطوير الحروف البسيطة الى حروف زخرفية , وقد استخدمت تلك الخطوط والكتابات في شتى المجالات الفنية والتطبيقية فبلغت انواعه العشرات .
2- بالاضافة الى كون الخط العربي اداة تعبيرية,فهو يمثل مجالا فنيا زاخرا فالحرف بمفرده تجريد ,لذا استعمله الفنانون رمزا او شكلا فنيا مجردا,من دلالة الكلمات وتوزيعه على نهج يحدث نوع من الاثارة الحسية والبصرية في اطار جمالى خلاق ومبدع.
3-قدر للخط الكوفي ان يصبح اداة زخرفية بعد ان اكتسب صفة اليبس في الكوفة , وقد كان القران الكريم , الحافز الاول لاجادة الكتابة وتحسين الخط,لحاجة تدوينه بشكل يتناسب مع مكانته المقدسة , كما ان السنة النبوية وتشجيع الرسول الكريم على تعلم الكتابة هو الحافز الرئيسي الثاني لتعلم وتحسين الكتابة .
4- ان التاثير غير المباشر نتيجة لنظرية التحريم او كراهية الرسم المنسوبة للعقيدة الاسلامية كان له الاثر في تجويد الخط , على ان تطور الخط الكوفى وارتقائه وخروجه من موطنه الى البلاد المجاورة منذ نهاية القرن الثانى الهجري . واكتمال ونضوج هذه الظاهرة الزخرفية للخط في القرن الثالث للهجرة.
5-كما ان كراهية الفنان المسلم للفراغ الموجود في اللوحة الخطية , دعته الى تجويد الخط وزخرفته اضافة الى زخرفة اللوحة نفسها . وهذا يجعله احيانا يسرف في تكرار الزخرفة ,لقصد هو ينشده .
- امتلاك الخط الكوفي صفات شكلية ميزته في امكانية تطويعه, وتشكيله واستيعابه المظاهر الزخرفية النباتية.
- ان الخط الكوفي له صفات اختزالية ,حيث ان الحرف الواحد له شكل منفرد وشكل متصل (في البدء وفي الوسط وفي الطرف ).
- امكانية تراكب الحروف فوق بعضها مما يساعد على استخدام مسافات قصيرة لكلمات وحروف كثيرة.
- قدرة الحرف على اعطاء تنوع في الايقاع (من خلال تبادل الانحناءات والامتدادات والتماثل ) وتنوع في الاحساس (لان الخط الكوفي يثير الجمال الرياضي الهندسي).
التبرك بكتابة الآيات القرآنية بالخط الكوفي وتجويده, جعلته يمتلك مكانة مهمة وموازية لتجويد القرآن نفسه, وجعلته لصيقا به بعاطفة وجدانية وعقائدية قوية.