الصناعة وأثرها في بلاد المشرق الإسلامي خلال العصر العباسي 132- 656هـ

الملخص

أن قيام أنواع عديدة من الصناعات والحرف في الدولة العربية الإسلامية يمكننا أن القول إلى أن العرب المسلمون في وطنهم كانوا قد امتهنوا مختلف أنواع المدن والصناعات قبل ظهور الإسلام. كما أن الإسلام شجع على العمل في الحقل الصناعي، وقد تجلى ذلك من خلال الآيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. كما أن العرب المسلمون طبقوا مبدأ "حرية العمل" وسمحوا لمختلف الفئات الاجتماعية بما فيهم أهل الذمة باختيار المهنة والحرفة التي يحبون مزاولتها. ويجب أن لا ننسى أن العرب المسلمون كسروا كل القيود والأغلال التي كانت تكيل العامل من قبل أسيادهم الفرس والبيزنطيين الروم. فضلاً عن العرب المسلمون بناة حضارة وعلم ورغم أنهم ورثوا مختلف أنواع الصناعات من العهود السابقة، لكنهم عملوا بوتائر متعددة جديدة على صيانتها وتحسينها وتطويرها، واستحداث صناعات جديدة تطلبتها المرحلة التي وصلت إليها الدولة من التقدم والرقي والتطور الذي بلغه المجتمع. ونستطيع أن ندرك أيضاً أن العراق بمدنه المتعددة من الشمال إلى الجنوب، قد تبوأ مركز الثقل الاساسي في نشوء مختلف أنواع الصناعات التي تطلبتها ظروف الدولة المستجدة، وأنه أسهم مع بقية اقاليم الدولة في تنمية مختلف هذه الصناعات وعمل على تقدمها ورقيها.

ومن الجدير بالذكر فلما بلغت حدود الدولة العربية الإسلامية أوجها شرقاً وغرباً فأن الخلفاء وولاتهم، أولوا اهتماماً كبيراً في تقدم الصناعة ورقيها على كل أرض وبقعة وصل اليها الإسلام استحدثت صناعات جديدة تطلبتها المرحلة التي وصلتها الدولة من التقدم والرقي، والتطور الذي بلغه المجتمع فلا غرابة اذ اكثر عدد الصناع الماهرين الذين اسهموا في وضع الأسس والقواعد المتينة في النهوض الصناعي. لذلك أظهر الصناع أبدعاً وتفوقاً، وفتحوا أفاقاً جديدة لقيام مختلف أنواع الصناعات النسيجية والخشبية والجلدية والمعدنية. وأن هذه الصناعات كانت تلاقي اهتماماً ودعماً وتشجيعاً من قبل الدولة والمسؤولين.