رِثاء العُشَّاقِ دراسة في الدلالة التركيبية مرثية "كُثيِّر عَّزة " أُنموذجاً
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2020.61.%25pالملخص
ملخَّص البحثِ
مِمَّا لاشك فيهِ أنَّ تعدُّدَ المواقف والظروف والملابسات تهيَّأت لتؤدي وظيفة تعدُّدِ وتنوُّع الدوافع والمثيرات في الإنسان المتميز بأنظمتهِ الشعورية واللاشعورية والغريزية الحساسة، لتؤدي فيه بالتالي إلى تعدُّدِ وتنوُّع المشاعر والأحاسيس والعواطف والانفعالات، وهذا يتطلَّب ويستدعي بالتالي أنماطاً مختلفة ومتنوعة مِنَ التراكيب اللغوية الدالة المتحرِّرة مِنْ تلك القدرة اللغوية الكامنة التي شاء اللهُ أنْ تكونَ فريدة في وظيفة التفريغ والتنفيس عَنْ تلك المشاعر والأحاسيس والعواطف التي تُثارُ بِمثيراتِها المتعدِّدة والمختلِفة، والتي ما هي إلاَّ أغراضٌ وحاجاتٌ نفسية وبيولوجية تتطلب التحقَّق والنفاذ. فبهذا أصبحتِ اللغةُ وعاءً لاحتضانِ المشاعر والأحاسيس، ومطيةَ الحاجات والأغراض، ومرآةً منعكِسة، ومنظاراً كاشِفة لِما يجولُ ويجري في الخلد والخاطِر والأعماقِ، وهي طوعٌ وتبعٌ لها بما فيها مِنْ إمكانيات. تلك التعددية يمكنُ أنْ تُلتمسَ في كثيرٍ مِنْ أنسِجة اللغة المترتّبة مِنْ عناصِرِها، كونُ تلك الأنسجة صورة منعكِسة لِمكابِد الإنسانِ، لاسيِّما أنسجةُ الشعر، ولاسيَّما المرثيَّات، كونِها تُعدُّ مِنْ أعقدِ أنسِجةِ اللغة الحيَّة والمعمورة بالمشاعِرِ والأحاسيسِ والعواطِفِ، وذلِك لِتعدُّدِ الروافدِ التي تُغذِّيها. ويُمكِنُ أنْ نلتمِس تلك الحقيقة في كثيرٍ مِنْ ألوانِ المرثيات، لاسيَّما مرثية العُشَّاقِ.