دلالات ألفاظ السير في القرآن الكريم
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2018.54.%25pالملخص
إنَّ الدلالة المعجمية واحدة من أنواع الدلالة التي تناولها اللغويون، ونصوا عليها في دراساتهم، ومعناها الوصول إلى المعاني الحقيقية للألفاظ ، على أنَّه يمكن للمعجمي أن يتناول بعد تتبع المعنى الحقيقي للفظ المعاني المجازية إن وجدت، وهذا ما يعرف لدى الدلاليين بالدلالة الإضافية، ولدى البلاغيين بالمعنى المجازي للّفظ.
والقرآن الكريم المعجز في نظمه كثيرًا ما يشير إلى الاستعمالات المجازية للألفاظ فضلًا على الاستعمال الحقيقي. تنوعت دلالة الألفاظ السير في القرآن الكريم فجاءت بسياقات متنوعة مما جعل من كل لفظة دلالة خاصة تخصها دون غيرها وهذا من إعجاز القرآن الكريم ، فمجيء السير البطيء ، بألفاظه الثمانية ( جاء ، واتى ، وتعال ، وسار وأقبل ، ومشى، وأتبع وذهب ) قد ميّزها ببعض الخصوصية ك(جاء) لم يستعمل القرآن الكريم منه إلا الفعل الماضي وبعضها اختصت في دلالتها للخير ونادرا ما وردت للشر كـ( أتبع) ومنها ما غلب عليه الطابع العقدي كـ( ذهب) .إن مجيء السير السريع بألفاظه الثمانية (سعى وأنطلق ، وركض ، وسبق ، وسارع ، وعجل ، وفرّ ، وزفّ ) قد جعل لأثر الحركة السرعة وما تضمنته من الخوف أو الاستعجال سواء كانت هذه الحركة إلى الأمام أو الخلف إن أغلب سياق الخوف والفر، أو العجلة والاستعجال ، قد صحب الألفاظ السريعة ، وذلك بسبب دلالة الألفاظ التي وردت وسياقاتها . كما أن السير للألفاظ النادرة في القرآن الكريم ، وذلك من خلال لفظ (آوى واستنفر، وأفاض، وأنبعث ، وانتبذ ، وأنتشر ، وانسلخ ، وتوجه، وجاس ، وجاوز، و راغ ، وزفّ ، وساح، وسيق ، وضرب ، وعدا ، و قفى ، ونسل ، ونقب ، ونكص وورد ، وفضّ ، ويموج ) ، جاءت لبيان هيئة السير، أو طبيعة الحركة، لتصوير سرعة وبطء المسير، كما أنها تأتي بمعنى السير الحقيقي أي الانتقال وقد تأتي بمعنى مجازي يفيد الإتباع والنهج، أو الدخول في أمر معنوي محسوس عبرت عنه الآيات الكريمة بألفاظ الحركة ليكون ابلغ في التصوير للقارئ.