مواقف وأدعية أهل البيت عليهم السلام للشعراء في العصرين الأموي والعباسي دراسة موضوعية
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2019.59.%25pالملخص
احتل الشعر لدى العرب موقعاً فريداً، ولاسيَّما في العصر؛ الجاهلي والأموي والعباسي، فإلى جانب أبعاده الأدبية والجمالية فإنَّه يعد في طليعة الأدوات والوسائل الإعلاميَّة آنذاك. فالشاعر عين المجتمع والشعرُ ديوان العرب، يسجل مآثرهم وفضائلهم وبسالتهم في الحروب.. وقد أدرك النبي محمد(r) أهمية الشعر فبادر الى الاستفادة منه في الذبِّ عن دعوته الإسلامية. وفي الدولتين الأموية والعباسية، أصبح للشعر دور واضح في الحياة الاجتماعية والأدبية والسياسية، إذ استعملت السلطة الحاكمة نفوذها على كثير من الشعراء ليكونوا وسائل إعلام تدعم نظريتها السياسية، من خلال مدحهم للخليفة وأعوانه، والتعرض لمن ناؤهم وعارضهم.ونظراً لأهمية دور الشعر في المجتمع ولاسيَّما الشعر الرسالي الذي يُثبت حقاَ ويُزيل باطلاَ، أكرم أهل البيت عليهم السلام بعض شعرائهم ؛ كالفرزدق والكميت في العصر الأموي، والسيد الحميري وسفيان العبدي ودعبل الخزاعي في العصر العباسي، دون البعض الآخر مع أنَّ هناك الكثير منهم ممن مدحوا ورثوا أهل البيت عليهم السلام في كلا العصرين، أمثال أبي الأسود الدؤلي وابن مفرغ الحميري ومنصور النمري وأبي تمام وأبي نؤاس والأمام الشافعي وديك الجن وغيرهم.. فما السرُّ في ذلك ؟كما نلاحظ أنَّ الأئمة الذين لهم مواقف ودعاء للشعراء هم؛ الإمام علي بن الحسين السجاد، الإمام محمد بن علي الباقر، الإمام جعفر بن محمد الصادق، الإمام علي بن موسى الرضا، دون باقي الأئمة سلام الله عليهم أجمعين.. فما السرُّ في ذلك أيضاً ؟يرى الباحث أنَّ مدار دعاء أهل البيت لشعرائهم الخمسة، كان يدور حول قصائدهم التي لم يكتفوا فيها بموضوع الحب والولاء لبني هاشم كما هو شأن أغلب قصائد شعراء الشيعة، بل تلك القصائد التي تناولوا فيها موضوع الخلافة - قطب الرحى- الذي كانت تدور حوله قصائد شعراء السلطتين الأموية والعباسية آنذاك، فقد أحاط شعراء السلطة الخلافةَ بهالةٍ من القداسة وأشاعوا مذهب الجبر والتفويض، فكانت قصائدهم أشبه بالبيانات السياسية التي تتبنى قضايا الخلافة وتدافع عنها وتنشر رأي السلطان بأن الخلافة تفويض إلهي، فردَّ عليهم شعراء أهل البيت بأنَّ الخلافة حقٌّ للعلويين من بني هاشم دون سواهم، وذلك من خلال شعرهم الذي أنشدوه في ساحات المواجهة مع السلطة، وبحضور أئمتهم الأطهار عليهم السلام.
كما أنَّ سبب اقتصار دعاء بعض الأئمة دون البعض الآخر منهم صلوات الله عليهم أجمعين، هو أنَّ الفرزدق واجه السلطة مادحاً ومدافعاً عن أمامه السجاد ، وكذا الكميت يشد الرحال الى أئمته السجاد والباقر والصادق عليهم السلام، مادحاً ومدافعاً عن حقهم في الخلافة، مواجهاً في ذلك السلطة الحاكمة، فاقتضى دعاء الأئمة لهما، وكذا الأمر بالنسبة للشاعرين السيد الحميري ودعبل مع الإمامين الصادق والرضا عليهما السلام .ولم تحدثنا الروايات أنَّ شاعراً ما قصد باقي الأئمة عليهم السلام وشدَّ الرحال لمدحهم أو رثاء جدهم الإمام الحسين (u) أو دافع عن حقهم المغصوب، حتى يقابله الإمام بموقفٍ أو دعاء .