العِلَّــــةُ ومَظَانُّــهَــا عِنْــــدَ المُحَدِّثِــينَ مِنْ خِلَال نُظْمِ الإبِرِيْسَــــمِيَّةِ فِيْ مُصْطَلَحِ الحَدِيْثِ
(دِرَاسَــــةٌ تَطْبِيْقِيَّــــــةٌ)
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2014.40.%25pالملخص
لقد اعتمدت الشريعة الاسلامية على جملة من المصادر في الدلالــــة على احكامــها الصادرة عنهـا منها ما هو اصلي ومنها ما هو فرعي, ومن المعلوم عند جميع أهل العلم, أن السنة النبويـة هي المصدر الرئيس الثانــي بعـــد القران الكريم, والتي فَصَّلت مُجمله وخَصَّصت عامه وقَيَّدت مُطلقــه, وقد أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة صاحبها واتباعــه, وبين ان طاعتــه من طاعـة لله تعالى فقال:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (النساء:80), ثم بين فلاح من آمــن بـــه ونصره واتبعـــه فقال:{ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف:157).
ومن المعلوم ان السنة المأمورين باتباعها هي الصحيحة الثابتـة عنه(r), بخلاف الضعيفة المردودة والمتتبع لتاريخ السنة يجد ان العلماء, قـد تناولوا غالب احاديثها بالنقد والتمحيص على اسس علم الجرح والتعديل, لميزوا صحيح الحديث من ضعيفة, لان مدار قبول الحديث النبوي الشريف قائم على خلوه من العلة القادحة, ومن هنا جاء اهتمام العلماء البالــغ بالعلــة, ليمكنوا اهل الاختصاص والصنعــة الحديثيــة من الوقوف على حقيقتها, ولتكون لهم القاعدة التي من خلالها يميزوا صحيح الحديث من ضعيفـــه, وقـد منَّ الله عليَّ اذ وفقنــي لنظم غالب ما اصطلح عليـه المحدثون من مفـردات حديثيــة بمنظومــة اسميتهــا (الابريســــمية), كان من بينها انواع من الاحـاديث التي اعترتهـا علل فأضعفتهـا, فرغبت فـي دراستهـا تطبيقيـاً ببحث أســــميته (العلة ومظانها عند المحدثين من خلال نظم الابريســــميـة), والهدف منها بسط وتيسير مفهوم العلة ,بتعريفها وبيان مظانها, وإيراد الامثلة لكل نوع,وبيان مواطن العلــة في كل حديث معل, واقتضت طبيعــة هـذا البحث ان يتضمن بعد المقدمــة على تمهيــد ومبحثين وخاتمــة ,ذكرت فــي المقدمــة اهميــة الموضوع وسبب الكتابة فيه والغاية منـه, وتناولت في التمهيـد تعريف العلة وأنواعهـــا ومظانهـا, وعرفت بنظم الابريسمية ودواعـي نظمهـا ,ثم أوردت مـتنــهــــا كامـــلا, وخصصت المبحث الاول للحـديث عن علل ترد في السند معززا اياها بالأمثلة التطبيقيـة, وجـعـلت المبحث الثانـي لعلل يرد في السـند والمتن معا مع امثلتهـا التطبيقيـة.