الأمان وأحكامه في الفقه الاسلامي ( دراسة مقارنة)

الملخص

الحمد الله رب العالمين وافصل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى

اله وصحبه أجمعين. مما لا شك فيه أن امتنا الإسلامية تمر عليها على مدى العصور والأزمان حالات حروب وغزوات وقد تحتاج في بعض الحالات إلى الأمان لإعادة رض الصفوف أو أعادة التنظيم الهيكلي للجيش الغازي أو الدافع ولربما كان في الأمان مع الكفار الحربين الوسيلة في ذلك. فضلا عن ذلك إن الشريعة الإسلامية جاءت المسلمين وغيرهم بحيث لو طلب المشرك الأمان من المسلمين أمنوه في نفسه وماله وأهله لان الشريعة الإسلامية لم تأتِ بحد السيف وإراقة الدماء وإنما سمحة مع جاءت بالرحمة والإحسان للعالم باجمعه قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً

لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء ۱۰۷ ويقول النبي عليه الصلاة والسلام ((إنما أنا رحمة مهداة ((( ومن اجل تلك الرحمة والإنسانية التي جاء بها النبي ﷺ للبشرية شرع الأمان، في حالات استثنائية وذلك لوقف نزيف الدم. إن سبب اختيارنا لهذا الموضوع هو ما يمر به البلد من ظروف صعبة وحرجة ولربما احتجنا في بعض الأوقات إلى الأمان والمهادنة مع المحتل الغازي وذلك من أجل إعادة حساباتنا

ورص صفوفنا والنظر في أمرنا وصنيعنا.

(1) المستدرك على الصحيحين محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق مصطفى عبد القادر مع تعليقات الذهبي الناشر دار المكتب العلمية بيروت ۹۱/۱ شعب الإيمان لأبي بكر احمد

بن الحسين البيهقي، تحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول دار الكتب العلمية / بيروت ١٤٢/٢