شعرية مخاطبات الامام علي
DOI:
https://doi.org/10.51930/jcois.2021.66.631_653الملخص
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، هذا العنوان أخذ من أطروحة للدكتوراه أعددتها في العام2000م في جامعة بوردو في فرنسا تحت عنوان " علي بن أبي طالب إمام وخليفة ٌ"، ومنها بحثنا عن فلسفة الامام علي للانسان والحياة. هذه الحكمة هي جواب لسؤال وضعته البشرية منذ وجودها وليومنا هذا وعلى مر التاريخ وهو: ماهي الحياة الكريمة والسعيدة لانسان غير خالد وكيفية الوصول اليها؟ أجابت الأساطير والديانات السماوية وفلاسفة النور فضلاً عن مفكري القرن العشرين إجابات متنوعة، منها مايتم عن طريق المصالحة بين الانسان والآلهة، أو عن طريق الايمان، أو عن طريق العقل، أو عنطريق العلاقة مع الآخر، وأخيراً عن طريق علاقة الانسان مع نفسه. أجاب الامام علي على هذا السؤال بثنائية العقل" اعمل لدنياك" والايمان" اعمل لآخرتك"، من خلال نظرته للحياة وللانسان الواضحة المعالم. قد تبدو للبعض متناقضتين ولكن خلال تفحص فكر الامام نستطيع أن نجد أن هناك امكانية واضحة للتعايش بين هاتين القاعدتين . هذه الحكمة تعطينا الاحساس بأننا يمكن أن نفهم عمق قوله وندرك شخصه بدون بذل جهد كبير. لكن الحقيقة هي أعمق مما نتصور. هذه السهولة البلاغية تخفي وراءها هندسة عظيمة من الفلسفة العميقة المعقدة. لكي نفهمها نحتاج إلى مفاتيح خاصة لأبوابها. من خلال هذه المفاتيح نستطيع أن نرسم الصورة التي تنبض من خلال فكر الامام وفلسفته للانسان والحياة. بهذه النظرة الثاقبة " خليفة "، وبهذه الروح المتواضعة "إمام "، نحاول أن نتحدث عن الامام علي الذي كان ولا يزال تلك الصورة المشرقة للانسانية على مر التاريخ.
يمتلك الامام علي اسلوب خاص يقوم على الايجاز والتكثيف والتركيز حيث يفي بالقليل من الكلام الكثير. هذا النص يعالج فيه الامام بصورة جذرية للأمور الانسانية مبنية على نظرة فلسفية عميقة.